الفكاهة عند الرسول و الصحابة -

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد الصادق الأمين وعلى اله واصحابه أجمعين واتباعه وأحبابه ومن دعا بدعوته باحسان إلى يوم الدين ..

استفتح بالذي هو خير : "ربنا عليك توكلنا وإليك انبنا وإليك المصير "

موضوعي هنا يضم لنا بعضا من الفكاهة عند الرسول صلى الله عليه وسلام والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ..

حيث أن الكثير يظنون أن الاسلام دين يرفض المرح وروح الفكاهة و يتوهمون ويزعمون أن الاسلام يقف حائلاً منيعاً في وجوههم.. وذلك لتصورهم غالباً مجموعة من القيود والحدود و السدود ، و ينسون أن دين الله دين يسر لا عسر ، ورحمة لا نقمة ، و سماحة بلا حرج ..

فالرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أسوتنا وقدوتنا في هذه الحياة كانت الابتسامة لاتفارق شفاهه ، فقد كان - بالرغم من همومه الكثيرة والمتنوعة - يمزح ولا يقول إلا حقًّا، فمادمت في الحياة سعادة فيها شقاء ، كذلك إن كانت راحة تكون المتاعب ..

إذ يستحيل العيش بحياة يغمرها الجد الدائب والعمل الموصول ، فلابد من بشاشة وتخفيف من قسوة الحياة ومتاعبها وصرامتها بقسط من الدعابة الخفيفة والفكاهة الميسورة ..

لكن ليس إلى حد كبير يجب التوسط فامتنا امة الوسطية ، لا إفراط ولا تفريط ، فقد روي في حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب " ..
والشرط الاهم أن تكون الفكاهة تشرح ولا تجرح ، ودعابة بريئة غير جريحة .

فالحذر الحذر من الكلمة النابية أو الجافية التي تجرح النفوس وتغيض القلوب ، ولعل مثل هذا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال حديث قال : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساؤه ، يهوى بها في النار أبعد من الثريا " أجارنا الله وإياكم ..

.. كان خير البشرية لا يضحك إلا تبسما ، قالت عنه الصديقة عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بساماً ضاحكا .. وقد رووا عنه عدة أحاديث في هذا المجال منها : " روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت " و-" إن الله يحب السهل الطلق الوجه " و " تبسمك في وجه أخيك صدقة " .. وغيرها ..

المعروف بين الناس أن المزاح في الغالب يقوم على التخيل والادعاء و الافتراء لأن المزاح الصادق يتطلب قدرة في التفكير وفي التعبير وكذا التصور ، بيد أن النبي عليه السلام كان في مزحه لا يقول سوى ألحق ..

وكأمثلةٍ عن دعابات الرسول صلى الله عليه وسلم ..

قال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض؟" قالت: والله ما بعينه بياض! فقال: "بلى إن بعينه بياضًا" فقالت: لا والله، فقال-صلى الله عليه وسلم-: "ما من أحد إلا بعينه بياض".

وقد روي أنه وطّأ ظهره للحسن والحسين، في طفولتهما ليركبا، ويستمتعا دون تزمت ولا تحرج، وقد دخل عليه أحد الصحابة ورأى هذا المشهد فقال: نعم المركب ركبتما، فقال
عليه الصلاة والسلام: "ونعم الفارسان هما"!

وفي مرة أخرى وجدنا النبي – صلى الله عليه وسلم- يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: " يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز" فبكت المرأة، حيث أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها – صلى الله عليه وسلم-: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء، وتلى عليها قول الله تعالى في نساء الجنة: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا" (الواقعة: 35 – ٣٧) .

[size=16]وكان أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون، اقتداء بنبيهم- صلى الله عليه وسلم- واهتداء بهديه، حتى إن رجلاً مثل عمر بن الخطاب- على ما عرف عنه من الصرامة والشدة- يروى عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام! فلما رآها ابتأست من هذا القول، قال لها مبينًا: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل؟

والله تبارك وتعالى أعلم..

وختاماً هذا جانب جد قليل من الحديث عن الفكاهة والدعابة في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلام والصحابة ..

مع متمنياتي أن تكونوا في اتم الصحه والعافيه والسعاده في هذا الشهر الكريم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[/size]</I>